الاثنين، 11 فبراير 2013

شريف الحصرى والانتصارات الصغيرة




فى الحالات اللى  بتتحاكم عسكرى وعارفينها ..عادة بنبقى على تواصل مع جميع الاهالى اللى نعرفهم ..كتير منهم بيفضل يتواصل معانا حتى بعد ما قضيته او قضية ولاده تخلص ..اوقات بيحصل ان الاهالى تغير تليفوناتهم ويقطعوا اى صلة لما قرايبهم يخرجوا ..وبيبقى من حقهم ..وبنبقى متفهمين ..تجربة السجن صعبة على الكل اللى جوه السجن واللى بره ..واوقات بتكون على اللى برا اكتر لما بيبقى عايش كل الضغط والقلق وشايفه ومطلوب منه يطمن اللى جوه السجن ..وغير ان تجربة السجن صعبة ..تحربة الظلم اصعب واصعب ..من بين كل دول فى مجموعة بتخرج من المحاكمات العسكرية سواء الحالة نفسها او اهلهم ..ويبقوا فاعلين ضد الظلم اللى اتعرضوله ..بيخرجوا من دور الضحية لدور المقاوم ..ودول مش كتير اوى ..بس مؤثرين ..بقوا وسطينا ونسينا قصتهم وبقينا نفتكر نضالهم معانا وجنبنا ..حالات كتيرة زى كده حوالينا زى بسمة مصطفى ووالدها وسميرة ابراهيم ومحمد عطا وهند نافع وأم أحمد ..
بس انا دلوقتى اخترت اتكلم عن شريف الحصرى ..يمكن لأنه كان من اكتر الناس اللى احتكيت بقصته حتى من قبل ما يخرج ..
شريف الحصرى لسه بيتحاكم عسكرى للحظة كتابة السطور دى .. يعنى لسه ما اصبحش من الناجيين ..بس اختار انه يبقى فاعل ضد الظلم اللى هو شخصيا عانى منه ..
شريف من عائلة متدينة ..مش مهتمة حقيقى بتصنفهم على اى تيار ..بس ملتزميين والدته منتقبة ..وهو ملتحى ..وصوت بنعم للدستور 
كان اول احتكاكى بقضية شريف على الأرض بخناقة عند دار القضاء ..لما نظمنا وقفة بالتنسيق مع اهل شريف ..رحنا الوقفة ..وكانت الوقفة مستقطبة بإمتياز ..نص واقف فيه رجالة بس واصحاب شريف ونص مختلط فيه من كله حتى السلفى والمنتقب ..وبدأت الهتافات ورفع اللافتات وبدأ الشد والجذب والإعتراض على بعض اللافتات المنددة بمرسى والمرشد وحرصا على الوقفة وسعيا "للتوافق" كنا بنحاول نشيل اى حاجة خلافية ..وكل ما نعمل ونحاول نسايس فى حاجة يظهر اعتراض جديد ..
لحد ما اعترضوا على يافطة بتتكلم عن المادة ١٩٨ من الدستور اللى اباحت المحاكمات العسكرية للمدنيين ..واعترضنل وحصلت مشادات بالتوازى مع شد حوالين الهتاف اللى ضد مرسى او الدستور ..او العسكر وفؤجئنا بحد بيقولنا الوقفة من غير هتاف ولو هيبقى فيه فمش عايزين هتافات ضد مرسى أو الدستور أو ضد المؤسسة العسكرية .!!!! 
بغض النظر عن ردنا كان إيه ..اللى كان عامل الخناقة واحد بيعرف نفسه انه من اصحاب شريف وانه هو اللى كان معاه وهو اللى داعى للوقفة وانه مرضاش يدعو الإخوان مراعاة لمشاعرنا !!
حصلت خناقات ومشادات فى الوقفة وبقت هتافات تحاول تطغى على هتافات تانية ..وقتها ادخل عمر اخو شريف عشان يفك سوء التفاهم ويعتذر لنا عن جليطة الولد ده ..
المهم الوقفة اتفضت ووقفنا مع عمر ووالدته بنتكلم فى القضية وكان عمر بيسأل عن جدوى الوقفات ويا ترى مش هيضيقوا أخوه ..
بعدها وكان تاريخ الجلسة ٢ فبراير شريف اخد إخلاء سبيل ..لحد هنا واتطمنا ان قضية شريف بقت نوعا ما فى الامان وبدأ التركيز مع قضية القرصاية وتم تحديد وقفة للاهالى قدام القضاء العالى ..
واثناء الوقفة فوجئنا بحضور عمر شقيق شريف وشريف الحصرى اللى كان لسه خارج من يوم ..وواقف وسط اهالى القرصاية ..و بيهتف ضد ظلم المحاكمات العسكرية وضد الدستور الظالم وضد مرسى ..
اتبسطت ..واتفاجئت ..اتبسطت لأنه مكنش سلبى ..واتفاجئت لأنى توقعت ان معارضته لمرسى ودستوره تكون جزئية يعنى المواد اللى عانى من ظلمها بعد ما عرف معناها ..
خصوصا ان احد حجج اصدقائه وقت الوقفة انه اتقبض عليه قبل الدستور 
شريف اللى كان لسه خارج طازة وقف مع اهالى القرصاية فى وقفتهم بدار القضاء ..
وراحلهم القرصاية يتضامن معاهم ..وهتف ضد مرسى ودستوره والعسكر والداخلية ..
واتحولت الصفحة اللى اتعملت بأسمه وقت وجوده فى السجن لصفحة داعمة لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين 
شريف بعدها نزل  فى محمد محمود واتصاب عند الاتحادية 
وراح زار وتضامن مع يوسف ندا اللى اتعرض لنفس الظلم فى الاسماعيلية من المحاكمات العسكرية بعد خروجه 
ورغم ان النهاردة كان يوم الحكم فى قضيته واخد سنة مع إيقاف التنفيذ ..فبعدها مباشرة كان مستنى معانا بره نيابة مصر الجديدة وقت عرض ١٩ واحد فى النيابة ..
شريف فى اقل من شهر عوض نضال فايته من ٣ سنين ..شريف شال جيكا على كتفه فى يوم من الأيام فى محمد محمود ..
شريف الحصرى واحد من الجدعان اللى رفض انه يختصر دوره فى شكل الضحية وبقى مناضل ضد الظلم اللى عانى منه 
فى ناس لما بتتعرض للظلم ..بتختار انها تنسحق تحته ..وفى ناس بتختار انها تقاوم ضده ..وفى ناس بتتملى مرار على المجتمع ومنه فبتمارس الظلم اللى اتمارس عليها على الاضعف ..او تختار انها تفضل مكانها وتنسحب تدريجيا من الحياة 
تجربة السجن صعبة ناس بتعرف بعدها تكمل لوحدها وناس مبتعرفش وناس محتاجة حد يساعدها ويديها زقة ..
صحيح الامر كله اختيار ..لكنها خيارات مش سهلة على الاطلاق ..
اصعبها انك تقرر تخرج بره نفسك وتبدأ تتعرف بمعاناتك على معاناة الآخرين ..بطريقة صح 
واحنا لازلنا بنفتقد لآلية منظمة على مستوى الحركات تعرف تتعامل مع كل اللى بيقضوا فترات طويلة او قصيرة فى السجن .. 
عشان كده بيبقى شئ مفرح وسعيد انى اشوف النماذج اللى بتقرر تبدأ نضالها من نقطة ظلم 
كفارة يا شريف 

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

عن عصام عطا .. عن الذنب اللى مش ناسيينا



فى أى قضية محاكمات عسكرية أو تعذيب .. الحاجة اللى ممكن تفرق بجد للضحية بره أو جوه السجن هي أهله .. وغالبا بيبقى فرد واحد هو اللى بيتبناها ويفضل يجرى وراها ويعمل المجهود كله .. المجموعات أو المنظمات دورها مش اساسى أو رئيسى ..الأهم منه دور الأهل وموقفهم..
وفى حالات كتيرة الفرد اللى بيجرى وراء الضحية هو نفسه بيتغير ..بسبب الانخراط معانا .. أو بسبب انه اتعلم ميخفش .. أو بسبب انه عرف انها خلاص خربانة خربانة ويدخل بصدره جامد..
فى حالة عصام عطا .. محمد أخوه كان هو الفرد ده ..
هو اللى استناه ليلة ما اتاخر ومرجعش تانى يوم 25 فبراير 2011 ..بعد شهر كامل على ثورة عظيمة قمنا بيها ضد
حاجات كتيرة منها خالد سعيد والتعذيب ..!

أخر ليلة لعصام فى البيت

محمد كان بيحكيها بكل تفاصيلها ..حاولت اتخيله زى ما وصفه واقف قدام المراية ..مهندم كالعادة (بروايه اخوه) سعيد ومبسوط وناوى على خروجة .. بتخيله وهو خارج وبيقفل الباب وراه ومش عارف انه مش راجع البيت ده تانى ...ملحقش يخطف منه نظرة أخيرة ..
محمد حكى كل التفاصيل .. ازاى اتسرح وازاى قفل الباب ..وازاى نبه عليه ميتأخرش عشان القلق فى المقطم وقتها ..محمد اخوه الكبير وده كان دوره فى حياته، يصاحبه فى الشغل عشان يخليه يشتغل وينبهه ويبقى متابعه ..
هو كان اول واحد قلق عليه يوم 25 .. لما الساعة جت 11 ولسه مرجعش..طلبه على الموبايل مرة واتنين وتلاتة .. مقفول ..قال لوالده طمنه وقاله كلها نص ساعة وتلاقيه داخل علينا .. الساعة جت واحدة واتنين وعصام مرجعش .
محمد اخوه وقتها أتاكد ان حصله حاجة .. على الفجر كلم صاحب ليه متطوع فى الجيش عشان يسأل عليه .. وفعلا عرف بعدها ان الجيش اخده ولما سأل فى كمين المقطم عرف انه راح س 28 .
بعدها استلم الاب والأم الرحلة من س 28 لسجن الاستئناف .. وكالعادة الاهل افتكروها غلطة من الجيش لحد ما وقع جرنال المسا فى ايد محمد وفيه صورة اخوه بس من غير ذكر اسمه فى النص .. ضمن مجموعة اتقال عليها فى الخبر انهم حاولوا يستولوا على مساكن هناك ..
وبنفس حسن النية راحو يعملوا بلاغ ان ابنهم متاخد غلط واكتشفوا وقتها ان عصام اتقبض عليه واتحكم عليه بسنتين فى خلال 24 ساعة ..
من محامى لمحامى بدأت رحلة محمد .. لحد ما فى يوم صدفة وقع تحت ايده فيديو عن المحاكمات العسكرية وكان بعد احداث السفارة الإسرائيلية  .. شاف رقم التليفون طلب خط الطوارئ ردت عليه "سلمى عبد الجليل" سألها .. الرقم ده يقدر يعملى ايه ؟
وقتها محمد كان ابتدأ رحلة الشك فى كل من يدعى المساعدة ..الكل حتى اللحظة دي إما نصاب أو مستغل لموقف ..عشان كده مكنش سهل انه يصدق أى حد بيساعده .. بس طلب الرقم كنوع من المحاولة ..وكانت الإجابة ان "مجموعة لا للمحاكمات العسكرية " بتابع معاك وتعمل طعن بعد التصديق على الحكم ويبقى معاك محامى لو معندكش ...
اتصدق على حكم عصام (بطلوع الروح) والمحامى عادل رمضان سعى فى موضوع الطعن ..واتنقل وقتها عصام من سجن الاستئناف لطرة .. لتبدأ الشكوى ..
حياة السجن وطلباتها جديدة شوية على اهل عصام عطا .. عشان كده كان صعب عليهم يفهموا ليه اصراره على انهم يبعتوله خراطيش سجاير وشريحة موبايل .. وتسأل والدته ..ليه انت مبتشربش سجاير فيرد انا مديون بيهم بغسيل وشاى .. فيدخل محمد بعصبية  ويقوله متغسل هدومك بنفسك .. !!

 يوم 25 اكتوبر 2011

ورغم كده تروح الأم يوم 25 اكتوبر وتحضر زيارة خصوصى وخراطيش السجاير وشريحة الموبايل اللى طلبها عصام وتدخل بيها مع (آية) لان الاب والابن عندهم شغل اليوم ده وهما ما صدقوا الشغل يرجع تانى ..
عصام استلم كل حاجة وسلم شريحة الموبابل لزميل تانى ليه يدخلها..
الزيارة اللى كانت بتقعدها والدة عصام معاه عادة ساعة أو اكتر شوية ..المرة دى مكملتش الزيارة ربع ساعة ..
قوموها ومشوها بسرعة وقالولها روحى يا ست ..وهى مش فاهمة حاجة ..
مكنتش عارفة ان حوار صغير بين عصام واللى بيعملهم الشاى هو السبب فى ده ..وحوار اصغر مع بتاع الشاى (العصفورة) لمأمور السجن هيكون هو السبب فى موت ابنها.
الحكاية ان عصام وقت الزيارة كان ليه 5 جنيه عند (بتاع الشاى) طلب بيهم 3 شاى .. مرضاش لا يديله فلوسه ولا يديله الشاى اللى طلبه ..وراح لمأمور السجن وقاله أم   عصام دخلت حاجة فى الزيارة لعصام ..
الضابط جه جرى على عصام .. قوم أمه ..ومشاها ..خرجت تاخد بطاقتها ..ولسه وهى على مرمى السمع من ابنها اللى خدوه منها ودخلوه اوضة مفيهاش غير شباك سلك .. فجأة سمعت وهى بره صريخ ابنها ..!
ام عصام سمعت تعذيب ابنها بودانها .. لو كانو اختاروا اصعب تعذيب للأهل من فقدانهم لأبنهم مكنوش هيلاقوا اصعب من لحظة ام تسمع ابنها بيتعذب على مرمى حجر منها وهى واقفة بره عاجزة ..جريت عليه .. حاولت تصرخ ..حاولت تنادى .. سدوا الشباك ببطانية .. وشدوها ورموها بره .
كل ده ومحمد عطا فى شغله هو وابوه بيخلصوا شغلهم ..رجعوا البيت لقوا الام مفروطة من العياط ..حصل ايه ؟عصام ضربوه واخدوا زيارته كلها ومدخلوش ليه  حاجة منها وخرجونى من الزيارة ..
محمد : عادى يا ماما يمكن هيعقبوه يوم  وبعدين يرجعوا له حاجته .. هو كلمك؟
الام: ايوه وطلب منى اشحن له وشحنت له رصيد على الكارت الجديد وطلبنى منه ..وقال لى انهم اخدوا منه حاجته كلها وكان صوته حزين ومتضايق..بس هو  شغل الشريحة  (اى انه لم يبتلع اى شئ حسب رواية الداخلية واستعمل الشريحة الجديدة المأخوذة من الزيارة)
عرف محمد بعدها ان عصام مرضاش يحكى لامه عن اللى حصله اليوم ده من تعذيب ..

26 اكتوبر2011  بالليل الساعة 10 ونص

توقيت لا ينساه محمد .. وقتها اتصل عصام بوالده اللى فتح الاسبيكر ..عصام اشتكى ..حكى كل اللى حصل معاه من تعذيب .. قالهم "انا بموت هنا " قالهم اسم الضابط اللى بيعذبه ورتبته ..طلب منهم يشتكوه فى النيابة الادارية ..
اخد التليفون منه زميل عطا فى السجن وقاله يا حج متعملش حاجة ..هو عصام زعلان بس عشان الزيارة ومش مشكلة ياخدوها ..ومعلش تبقى تتعوض وتجيبو له غيرها ..
محمد والمكالمة شغالة قال لوالده الراجل ده بيتكلم مية مية .. وراح واخد التليفون وقال لعصام " انت بتستعبط .. ضابط مين اللى نشتكيه .. استحمل شوية انت فاكر نفسك فين .. يعنى نشتكيه فى النيابة الادارية وبعدين نروحلهم زيارة تانى ازاى ..اهو الضابط عندك عايز تعمل فيه حاجة اعملها"
عصام اتصد ( محمد بيقول اتقهر).. قالهم خلاص انا مش عاوزكم تعملولى حاجة ..انا مش عايز حاجة منكم وقفل السماعة ..
الليلة دى فكر محمد عطا انه يكلم (منى سيف) بعد ان تعرف عليها ويقولها على اللى حصل لعصام ..لكنه قرر ان الموضوع "ميستاهلش ".
وكانت اخر مرة هيسمعوا فيها صوت عصام تانى .

يوم 27 اكتوبر 2011 الساعة 5 العصر

تليفون محمد عطا رن فى الشغل مع والده .. والدته كانت المتصلة بتقوله الحقنى يا محمد اخوك نقلوه مستشفى ام المصريين .
محمد بتكاسل (لعلمه بتهويل امه ) : ام المصريين ازاى يا ماما لو عصام فيه حاجة هينقلوه مستشفى السجن ..أو اى حاجة تبعهم .. انا هخلص الشغل اللى فى ايدى واجيلك
وعلى عكس العادة ..محمد ووالده مطمنوش .. حسوا بالقلق مرة واحدة ..كلام الام بيروح وييجى فى دماغهم ساعتين عدت وخلصوا الشغل وتركه محمد  لوالده يلمه ويسلمه لصاحب الشغل وطلب والدته ..
كل اللى سمعه كان صريخ واحدة فى التليفون ..هى تصرخ ومحمد يشتم ويصرخ فى المقابل .. لحد ما السكة اتقفلت .. محمد طلب والدته تانى ..ردت هى وكانت بتعيط ..وهى بتقوله " اخوك مات يا محمد " "عصام مات" ..
محمد طول الوقت كان مقتنع ان ده محصلش .. فى غلطة فى الموضوع ..فى تفصيلة الكل نسيها اكيد بتقول ان عصام مامتش ..راح لوالدته على مركز السموم ومنه على  القصر العينى فى الطريق كلم منى سيف ..
كان الخبر بدأ ينتشر ..ومحمدكان بدأ ينهار.. والدته قاعدة على باب ثلاجة المستشفى تبكى مصممة ان ابنها جوه ..ومحمد بيتخانق مع كل عربية داخلة بجثة عشان يشوف ان كان اخوه  واللا لأ .. كانت ممرضة كبيرة فى السن بالقصر العينى قالت لأمه "فى مسجون جابوه  ميت من شوية وشالوه فى التلاجة" ..
فى الاخر عرفوا يدخلوا لجثة عصام ..محمد اول ما دخل وقف ..لأنه عرف جثة اخوه ..من بطانيته ..بطانية عصام اللى جابوها ليه فى زيارة من الزيارات هى .. لأخر وقت كان مصدق ان فى غلطة ..فى سوء تفاهم .. بالراحة كشف عن الغطاء برهبة..كان اول مرة يدخل تلاجة ..يشوف جثة ..يلمسها ..لما قرر انه يطبع قبلة على راس عصام ..
وقتها حس ان جلده ملمسه غريب جدا ..طبعا ده كان بالاضافة للى كان واضح على وشه من تعذيب .. ولحد النهاردة محمد ندمان انه مكشفش عن كل جسمه .

أكتر حاجة  ساعدت محمد بجد .. وقفة الناس جنبه .. كان وقتها فى المشرحة .. وكانت دموعه نشفت على حد قوله ..وكان بيبص باستغراب لكل اللى حواليه .. ناس كتيرة ..كتيرة ..جاية من كل حتة .. فيهم اللى بيعيط بحرقة وفيهم اللى بيهتف ..واللى قاعد جنب امه بيواسيها .. واللى حاسس بالذنب من مرة طنش فيها محمد لما جه يحكيله عن عصام.. كل ده كان غريب عن محمد.. كان بيدور على سبب .. متعبش نفسه كتير .. قرر يصدق كل ده .. ومن غير ما يحس كان بدأ يسيب عالم عاش فيه سنين ويدخل عالم ناس ميعرفهاش بس صدقهم ..
أصر الجنازة تطلع على التحرير ..جنازة طويلة عريضة .. شدت ضهر الاب ..لقى فيها عزاه ..
وزى ما وجود الناس جنب اهل عصام شدهم .. مفيش حاجة كسرت قلبهم بعد موت عصام قد شهادة الدكتور الغريبة :أحمد صيام .. وظهوره وتبريره المكثف فى الاعلام .

بس عصام من يومها مسكتش .. رغم كل حاجة .. رغم خفوت التأييد والموقف الصامت لبعض الناس
رغم التشنيعات اللى طلعت .. اللى مرحمتش ولا سترت .. عشان المظاليم غلابة
رغم تقرير الداخلية ..وحفظ التحقيق .. محمد مسابش خيط فى قضية عصام مجريش وراه ..
جرى ورا ناس بالساعات والأسابيع والشهور عشان يثبت كلمة أو جملة هتجيب حق اخوه .. مخفش من ضابط ..
دور ورا الشهود .. فيهم اللى اتهرب وفيهم اللى خاف .. بس فضل يحاول لحد ما عرف يوثق شهادة واحد فيهم .. جاب تقرير طب شرعى تانى وتالت ..
صور ورق القضية على حسابه وهى محفوظة مرة واتنين وتلاتة ووزعها .. ذاكر القضية..وجاب الشهود.. وأخيرا عرف يفتح التحقيق فيها تانى


محمد معملش كل ده بس عشان احساسه الكبير بالذنب ناحية اخوه ..
محمد عمل ده عشان الناس اللى جت وقفت جنبه .. صعب عليه انهم فى لحظة يصدقوا انهم وقفوا جنب واحد "مش كويس"..
كان عاوز يثبتلهم انهم كانوا صح لما ساعدوه ..وان عصام فعلا استحق ويستحق الدعم اللى بيشوفه ..

محمد يوم ما شاف دعوة ان الناس تروح تقف جنب والدة الشهيد محمد مصطفى اللى استشهد فى أحداث محمد محمود 1 .. افتكر عصام وافتكر ازاى كان محتاج كل واحد وقف جنبه ونزل يمشى فى جنازة محمد مصطفى ويصلى عليه فى نفس مكان ما صلى على عصام ..
عشان يتحول من مجرد مفعول به  وضحية فى قضية ما لفاعل ..
تقرير الطب الشرعى لعصام عطا طلع يوم 2 فبراير (مذبحة بورسعيد) وحفظ التحقيق كان وقت احداث العباسية
يوم ما راح محمد عشان يصور التقرير كانت جثث الشهداء بدأت توصل .. شريط عصام كله مر قدام عينه .. نفس وقفتهم .. نفس لهفة الاهالى .. نفس الترقب والحزن والمصيبة .. حس بأحساسهم وقتها .. وبشكل أفظع ..
أهل عصام عطا كل حلمهم يشوفوا الضابط اللى قتل ابنهم (نور عبد الحميد) جوه القفص حتى لو هيطلع براءة ..
محمد عطا أقصى أمانيه إن القضية توصل المحكمة .. أيا كان ..
ياترى هنعرف نحقق حلمهم ؟!


الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

بيان مايكل نبيل من السجن الاثنين 17 أكتوبر 2011



زادني حزناً على حزن ما عرفته من الصحف الأسبوع الماضي... حزنت لضحايا ماسپيرو الذين اغتالتهم رصاصات الإحتلال العسكري، وحزنت لمطاردة العسكر لقيادات الحركة وعلى رأسهم أختى والزميلة سحر ماهر وتهديدهم بالقتل والسجن ومحاولة تجنيدهم للمخابرات كما يحاول العسكر معى ويفشلون باستمرار.

كما صدمنى خبر الإعتذار الذي قدمه والدي للعسكر، والطريقه السخيفه التي استدرجه بها عادل المرسي رئيس كتيبة الإعدام التابعة للمجلس العسكري ليجعله يوقع على ورقه مهينه للثوار جميعاً، وليس لي وحدي... أنا لم ارتكب أي خطأ حتى اعتذر، فخور بكل كلمه كتبتها، وبكل موقف اتخذته، ويشرفني أني كنت أول من رفع لافتات في التحرير ضد الحكم العسكري، في الوقت الذي كان فيه السياسيين السذج والمأجورين يتملقون الجيش... إن المجلس العسكري هو الذي يجب أن يعتذر عن جرائم القتل والتعذيب والاعتقال الغير قانوني.

إن المجلس العسكري هو الذي يجب أن يعتذر عن سجني وتعذيبي وتكميم فمي والتلصص على حياة اقربائي واصدقائي. أنا بريء من ورقة الإعتذار التي وقعها والدي.

كما شعرت بإهانه شديده من إصرار المحامين على تجاهل رغبتي في مقاطعة القضاء العسكري، واصرارهم على فرض وصايتهم علي والتقاضي أمام القضاء العسكري دون علمي ورغم عن إرادتي. لذلك أعلن أني لن أحضر جلسة الغد، وأنه لا يمثلني أي محامين أمام القضاء العسكري. فليذهب العسكر بتمثيلياتهم القبحه إلى الجحيم، أنا لا أتوسل حريتي من مجموعه من القتله وسارقي الأوطان.

إذا كان العسكر يظنون أني سأتعب من  إضرابي عن الطعام، وأتقبل السجن والعبوديه، فهم حالمون... إذا استمر سجني أكثر من هذا الحد، فالأشرف لي أن أموت منتحراً من أن اسمح لحفنه من المجرمين النازيين أن يشعروا أنهم ينجحوا في تقييد حريتي. أنا أكبر من هذه المهزله.

مايكل نبيل سند
سجن المرج العمومي 2011/10/17

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

(ملحق) أساليب العمل بإستخدام اللاعنف أساليب الاحتجاج والاقناع بإستخدام اللاعنف


(ملحق)
أساليب العمل بإستخدام اللاعنف
أساليب الاحتجاج والاقناع بإستخدام اللاعنف


تصريحات رسمية
1-    خطابات عامة.
2-    رسائل معارضة أو تأييد.
3-    بيانات تصدر عن منظمات ومؤسسات.
4-    تصريحات علنية موقعة.
5-    بيانات عن المظالم والمطالب.
6-    تقديم عرائض جماهيرية.
مخاطبة الجماهير العريضة
7-    شعارات وكاريكاتورات ورموز.
8-    لافتات وملصقات وغعلانات تظاهرية.
9-    نشرات وكتيبات وكتب.
10- صحف ودوريات.
11-  تسجيلات وإذاعة وتلفزيون.
12-  كتابة فى الجو وعلى الأرض.
احتجاجات جماعية
13-  تفويض.
14-  أحكام صورية (هزلية).
15-  جماعات ضاغطة (اللوبى).
16-  إعتصامات.
17-  إنتخابات صورية (هزلية).
أعمال رمزية عامة
18-  رفع الإعلام وعرض الألوان الرمزية.
19-  ارتداء الرموز الخاصة.
20-  الصلاة والعبادة.
21-  توزيع أغراض تتضمن رموز خاصة.
22-  التعرى تعبيرا عن الاحتجاج.
23-  إتلاف الشخص لممتلكاته الخاصة.
24-  إستخدام أضواء ترمز إلى مغزى معين.
25-  عرض اللوحات الفنية المعبرة.
26-  إستخدام الطلاء كنوع من الاحتجاج.
27-  استخدام إشارات وأسماء جديدة.
28-  إستخدام الأصوات كرموز.
29-  استصلاح رمزى للعقارات.
30-  إيماءات بذيئة.
ممارسة الضغط على الأفراد
31-  ملازمة المسؤولين.
32-  توبيخ المسؤولين.
33-  المؤاخاة.
34-  الاعتكاف.
المسرح والموسيقى
35-  مشاهدة مسرحية تهكمية.
36-  تأليف المسرحيات وعزف الموسيقى.
37-  استخدام الغناء.
المواكب
38-  مسيرات.
39-  الاستعراض.
40-  مواكب دينية.
41-  الحجيج.
42-  قافلة السيارات.
تكريم الموتى
43-  الحداد السياسى.
44-  الجنازات الرمزية.
45-  الجنازات التظاهرية.
46-  زيارة المقابر.
التجمعات الشعبية
47-  التجمع من أجل الاحتجاج أو التاييد.
48-  لقاءات احتجاجية.
49-  لقاءات احتجاجية مموهة.
50-  عقد الندوات.
انسحاب وتنصل
51-  الخروج من مكان معين.
52-  الصمت.
53-  رفض التشريفات.
54-  إدارة الظهر.
أساليب اللاتعاون الاجتماعى
نبذ الاشخاص
55-  المقاطعة الاجتماعية.
56-  مقاطعة اجتماعية انتقائية.
57-  حجب العواطف (عدم إظهار العواطف).
58-  الحرمان.
59-  التحريم.
اللاتعاون مع الاحداث الاجتماعية والتقاليد والمؤسسات
60-  تعليق النشاطات الاجتماعية والرياضية.
61-  مقاطعة الشئون الاجتماعية.
62-  إضرابات الطلاب.
63-  العصيان الاجتماعى.
64-  الانسحاب من المؤسسات الاجتماعية.
الانسحاب من النظام الاجتماعى
65-  البقاء فى المنزل.
66-  اللاتعاون الشخصى الشامل.
67-  "هروب" العمال.
68-  الخلوة.
69-  الاختفاء الجماعى.
70-  الهجرات الاحتجاجية.
أساليب اللاتعاون الاقتصادى
(1) المقاطعة الاقتصادية
أعمال يقوم بها المستهلكون
71-  مقاطعة المستهلكين.
72-  عدم استهلاك المنتجات المقاطعة.
73-  سياسة التقشف.
74-  الامتناع عن دفع الأجور.
75-  رفض الاستئجار.
76-  مقاطعة المستهلكين الوطنى.
77-  مقاطعة المستهلكين الدوليين.
أعمال يقوم بها العمال والمنتجون
78-  مقاطعة عمالية.
79-  مقاطعة المنتجين.
الاعمال التى يقوم بها الوسطاء
80-  مقاطعة المزودين والوكلاء.
أعمال يقوم أصحاب الأملاك والمدراء
81-  مقاطعة التجار.
82-  الامتناع عن تأجير أو بيع الممتلكات.
83-  منع التوظيف وإغلاق المؤسسات.
84-  رفض المساعدة الصناعية.
85-  إضراب عام للتجار.
أعمال يقوم بها أصحاب المصادر المالية
86-  سحب الودائع البنكية.
87-  الامتناع عن دفع الرسوم والمستحقات والضرائب.
88-  الامتناع عن دفع الديون والفوائد.
89-  قطع المخصصات والقروض.
90-  الامتناع عن دفع المداخيل الحكومية.
91-  الامتناع عن قبول النقد الحكومى.
الأعمال التى تقوم بها الحكومات
92-  الحصار الاقتصادى المحلى.
93-  وضع أسماء تجار على القائمة السوداء.
94-  حظر البيع دوليا.
95-  حظر الشراء دوليا.
96-  الحظر التجارى الدولى.
أساليب اللاتعاون الاقتصادى
(2) الإضراب
الاضرابات الرمزية
97-      الإضراب الاحتجاجى .
98-      المغادرة الفورية.
الإضرابات الزراعية
99-      إضرابات الفلاحين.
100- إضراب عمال المزارع.
101- رفض العمل الإلزامى.
102- إضراب المعتقلين.
103- إضراب أحد فروع الصناعة.
104- إضراب المهنيين.
الإضرابات الصناعية العادية
105- إضرابات منشأة صناعية.
106- إضراب الصناعة.
107- الإضراب التضامنى.
الإضرابات الجزئية
108- الإضراب التصاعدى.
109- إضراب الصدمة.
110- الإضراب التباطئ.
111- إضراب التقيد بالأنظمة.
112- الإضراب بالغياب المرضى (تمارض).
113- الإضراب بالاستقالة.
114- الإضراب المحدود.
115- الإضراب المحدد.
الإضرابات الصناعية المزدوجة
116- الإضراب المعمم.
117- الإضراب العام.
الجمع بين الإضرابات والإغلاقات الاقتصادية
118- هارتال (إضراب مؤقت للتعبير عن الاحتجاج).
119- الإغلاق الاقتصادى.
أساليب اللاتعاون السياسى
نبذ السلطة
120- سحب الولاء.
121- رفض التأييد العام.
122- خطابات وكتابات تدعو إلى المقاومة.
إمتناع المواطنين عن التعامل مع الحكومة
123- مقاطعة الهيئات التشريعية.
124- مقاطعة الانتخابات.
125- مقاطعة الوظائف والمراكز الحكومية.
126- مقاطعة الدوائر والوكالات والهيئات الحكومية الاخرى.
127- الانسحاب من المؤسسات التربوية الحكومية.
128- مقاطعة المنظمات التى تدعمها الحكومة.
129- رفض مساعدة الجهات التنفيذية.
130- إزالة إشارات وعلامات المكان الخاصة.
131- رفض الموظفيين المعينين.
132- رفض حل المؤسسات القائمة.
بدائل الجمهور للطاعة
133- معارضة وامتثال بطئ.
134- العصيان فى حالة غياب الإشراف المباشر.
135- العصيان الجماهيرى.
136- العصيان المقنع.
137- رفض تفريق الحشود.
138- الاعتصام.
139- رفض التجنيد الإجبارى والإبعاد.
140- الاختباء والهروب واستخدام الهويات الزائفة.
141- عصيان مدنى للقوانين غير الشرعية.
أعمال يقوم بها موظفو الحكومة
142- امتناع محدد عن المساعدة من قبل أركان الحكومة.
143- قطع خطوط اتصال الأوامر والمعلومات.
144- المماطلة والإعاقة.
145- لاتعاون إدارى عام.
146- لاتعاون قضائى.
147- عدم فعالية مقصود ولاتعاون انتقائى مع جهات السلطة التنفيذية.
148- التمرد.
أعمال تقوم بها الحكومات المحلية
149- مراوغات وتأخيرات شبه قانونية.
150- لاتعاون وحدات حكومية ذات صلاحية.
أعمال حكومية دولية
151- تغيير فى العلاقات الدبلوماسية والعلاقات الأخرى.
152- تأخير وألغاء الأحداث الدبلوماسية.
153- سحب الاعتراف الدبلوماسى.
154- قطع العلاقات الدبلوماسية.
155- الانسحاب من المنظمات الدولية.
156- رفض العضوية فى الهيئات الدولية.
157- الطرد من المنظمات الدولية.
أساليب التدخل اللاعنيف
التدخل النفسى
158- الانكشاف أمام العناصر الطبيعية.
159- الصيام.
                           أ‌-          صيام الضغط المعنوى.
                        ب‌-       الإضراب عن الطعام.
                        ت‌-       صيام الساتياجراها (من أجل تغيير الخصم كليا).
160- المحاكمة المعكوسة.
161- التحرش باستخدام اللاعنف.
التدخل الجسدى
162- الاعتصام.
163- الاعتصام وقوفا.
164- الاعتصام ركوبا.
165- الاقتحام.
166- الطواف.
167- الصلاة اقتحاما.
168- غارة اللاعنف.
169- غارات اللاعنف الجوية.
170- غزو اللاعنف.
171- الاعتراض اللاعنيف.
172- الحاجز اللاعنيف.
173- الاحتلال اللاعنيف.
التدخل الاجتماعى
174- تأسيس نماذج اجتماعية جديدة.
175- إرهاق التسهيلات.
176- المماطلة.
177- المقاطعة الكلامية.
178- مسرح المغاوير.
179- مؤسسات اجتماعية بديلة.
180- نظام اتصال بديل.
التدخل الاقتصادى
181- قلب الإضراب.
182- الإضراب الاعتصامى.
183- استيلاء على الأراضى باستخدام اللاعنف.
184- تحدى الحصار.
185- تزوير بدافع سياسى.
186- الشراء الوقائى الاجتكارى.
187- حجز االموجودات (الأصول).
188- إغراق الأسواق بالسلع.
189- حماية محددة.
190- أسواق بديلة.
191- أنظمة مواصلات بديلة.
192- مؤسسات اقتصادية بديلة.
التدخل السياسى
193- إرهاق الأنظمة الإدارية.
194- كشف هوية العملاء السريين.
195- الرغبة فى السجن.
196- العصيان المدنى للقوانين (المحايدة).
197- العمل بدون تواطؤ.
198- ازدواجية السلطة والحكومة الموازية.

v    نشر هذا الكتاب لأول مرة لـ"جين شارب" فى 6 تشرين الأول / أكتوبر 1993 وترجم بالعربية فى 2003 .