الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

(على خلفية نزع احمد الشحات علم اسرائيل ورفع علم مصر فوق السفارة الاسرائيلية)




مشهد
 
استقبلته فى المطار بإبتسامة واسعة
نظرت اليه بشغف وهو يطوق خصرها بذراعيه وسألته
هل تلحظ تغيرا بى اليوم؟
التفت اليها بتساؤل : لا ..مالذى تغير ؟
ردت فاردة قامتها وهى تشب فوق اطراف اصابعها: اليوم أصبحت أطول قامة.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

عن جيشنا اللى كان....


اسمى سارة وعمرى 27 سنة .. اول قرياتى كانت الروايات البوليسية والمغامرات والجاسوسية ..
على قد ما تعلمت منها وشكلت وعيى الاولى كانت اهم حاجة علمتها لى غير انها حببتنى فى القراءة هى انها علمتنى حب بلدى .. وعلمتنى معاها حاجات تانية كتيرة ..
علمتنى ان "احسن جيوش فى الامم جيوشنا" عرفتنى ان الجندى المصرى وضابط المخابرات هم انبل ما خلق الله .
الصورة الذهنية للجندى وللجيش المصرى فى ذهنى ماكنتش بتخرج عن الجندى اللى رفع علم "مصر" على سيناء واستشهد وهو بيرفعه ..جيشنا هو جيش اكتوبر اللى حارب واستشهد منه من استشهد وانتصر وحتى لما اتهزم حبيته وعرفت ان مش ذنبه ده ذنب القادة بس حتى فى انسحابهم مستسلموش ..
الموضوع من حبى للجيش ورغبتى اننا ننضم ليه ويبقى لينا دور فيه جى عليا وقت كنت بطالب بتجنيد البنات عشان يدخلوا الجيش وجمعت تجارب التجنيد للنساء فى معظم دول العالم للمقارنة بس مكملتش فيه.
كان من احلامى انى اتجوز ضابط الجيش والحمدلله حلمى متحققش ..
الصورة اللى كانت فى ذهنى عن جيش بلدى انه مهما كانت الحرب برضه فيها اخلاق .. جيشى مابيضربش ست مهما كانت ولابيعتدى على اعزل ولا بيخطف او يقتل او يحبس طفل ولا عجوز ولا بيقطع شجرة او سبيل .. جيشى كنت فاكره انه نبيل فى مهمة نبيلة ..
للأسف كنت فاكرة ده .. وللأسف اكتر انا مضطرة اعترف بده لأنه الحقيقة .. بقول للأسف وانا حزينة اوى من جوايا على ده ..
حزينة لأنى انا كنت من الناس اللى اتبسطوا اوى لنزول الجيش يوم 28 يناير .. وكانت كل ما تعدى دبابة قدامى اصفرلها واشاور واحيى .."ما هو ده كان لسنا جيشنا بصورته القديمة جوايا" .
كنت سعيدة بشكل الدبابة والمدرعة والكاكى اللى لأول مرة اشوفهم بالقرب ده ..
كنت حتى طول الثورة واحنا قلقانين من الجيش كنت بلاقى نوع من الطمأنينية فى ان مهما القادة كانوا مش معانا .. بس الجنود بتوعنا ومننا وعلينا وجه "ماجد بولس" و"شومان" وغيرهم اكدوا الاحساس اكتر واكتر ..
ومهما ما كانت بتحصل انتهاكات خفية فى الاول كنت بحاول الاقى عذر واقول غلطة ..فلتة ..لحد ما الغلطات بدأت تكتر والتبريرات تبقى واهية .. ولحد مابقاش فى تبريرات خالص ..
اتغير احساسى ناحية الكاكى كتيير اوى من 25 يناير لحد شهر يوليو..للأسوأ طبعا
مبقتش احبه زى الاول وبقيت اخونه دايما وان كان رهانى دايما على الرتب الاصغر .
لحد ما جيه يوم 1 اغسطس..وما بقتش اراهن لا على الرتب الاكبر ولا الاصغر .. مابقتش اراهن عليه خالص ..
 اليوم ده يوم اسود بالنسبة لى..يشبه كتيير بالنسبة ليا فى سواده وخنقتى فيه يوم 28 يناير ..بس الفرق بالنسبة ليا انى فى 28 يناير روحت على البيت وعيطت هناك .. فى 1 اغسطس مقدرتش .. قعدت عيطت هناك فى الميدان جنب "ام نور"  اللى مكنتش عايزة تمشى وكان جنود جيشنا العظيم عايزين يشتبكوا معاها ويضربوها .. رحتلها اخلصها منهم واقعدت اعيط جنبها ..
من ساعة اليوم ده وانا بجد عندى احساس بالخنقة كبير ..  وبمرارة جوايا .. زى كل احساس جالى فى كل يوم كنت بشوف فيه جنود الامن المركزى قبل الثورة مدروزين فى كل مكان .. زى الاحساس اللى جالى فى 2005 قدام دار القضاء العالى وانا شايفة فرق الكاراتيه بتضرب فى الناس ومخالنيش انزل الشارع بعدها تانى غير مع خالد سعيد .
بدون مبالغة من يوم 1 اغسطس لدلوقتى بحلم بقوات الجيش .. بحلم انى ماشية فى شارع طويل وفجاءة ناس بتيجى تقول الجيش جاى .. فأبص ورايا وألاقى منظرهم زى ما شوفته طول الفترة الاخيرة .. قائد فى المقدمة ووراءه عشرات من جنود الكاكى جايين بسرعة ناحيتنا  فأجرى بسرعة انا كمان منهم ..
اتصدمت صدمة عمرى فى جيشنا العظيم ..
كل الكتاب اللى حبيتهم وقريتلهم واتربيت على رواياتهم ..خدعونى وضحكوا عليا ..
فهمونى ان جنود جيشنا غير كده خالص..
لحد ما اكتشفت ان ضابط الجيش والجندى عادى ممكن يضربوا واحدة ست ..
وبيضربوا الحامل فى بطنها .. وبيضربوا الناس من ضهرها وهم ماشيين وعزل ..عشان جدعان اوى ..
بقيت اسأل جوايا .. لمصلحة مين كل ده ..
لمصلحة مين ان يتقبض على شبابنا عشان بيحب بلده واللى يخرج منهم يبقى مدمر نفسيا وبدنيا
لمصلحة مين ان اعرف انهم اتعذبوا وكتيير منهم بيقول ان مبقاش نافع فى اى حاجة خالص بعد كده ..
لمصلحة مين ان ادمر اجمل حاجة فى مصر .. وكنزها اللى كتير افتكروا انو ادفن بس طلع لسه حى وهو حب الوطن اللى فى قلوبنا .
طب والله جه فى تفكيرى ان اروح واسأل الجيش والشرطة العسكرية .. هو انتو مصريين زينا
هو احنا مبنصعبش عليكوا ..
ورجعت افكر تانى وانا مذهولة فى يوم 1 اغسطس وشايفة شكلهم وهم بيتعملوا معانا
هو مين اللى بيدمر الجيش كده
ده لو اسرائيل هى اللى بتدير الجيش مكانتش حتطبق سياسة احسن من اللى بتتعمل دلوقتى فى التعامل معانا
يعنى ايه جيش بلد تبقى مهمته الوحيدة انه يحمى حدودنا ضد العدو اللى مش مصرى واجنبى من بره .. هو هوه اللى بيجرى ورايا عشان يضربنى او يعتقلنى ..ازاى ده.
يعنى ايه تدخل قوات الجيش المسجد "عمر مكرم" وبالاحذية وتعتقل اللى فيه ويتم سب الدين بداخله.. اليس من يحتمى بالمسجد فهو آمن .. عايزين تعلمونا ايه.
حتى لو الظروف خلت المجلس يمسك البلد دلوقتى .. مش من حق حد انه يورط الجيش مع الشعب بالطريقة دى ويورث منه ميراث كراهية كبير اوى كان للشرطة اتحول على طول للجيش .
لمصلحة مين انى ابقى بكره جيش بلدى بعد ما كنت بعشقه ..
وده مؤشر خطير .. لأنى زى ما شفته بيضربنى ويضرب اصحابى .. عمرى ما حاخد صفه حتى لو كان بيدافع عن بلدى ..
وانا ايه اللى يخلينى اصدقه تانى ..
ازاى حعرف ادخل ولادى الجيش وهو ايدوا اتمدت على اخواتى ..
يا جيشنا يالى كنت عظيم .. هو انت مش عارف بتعمل ايه .. لما تقبض على 11 الف مدنى وتحاكمهم عسكرى من غير دفاع من غير استئناف والنقض بصعوبة .. بتعمل ايه .. هى الناس ناقصة هم ودوخة ..
يعنى ايه تقبض على شباب وتحكم عليهم بخمس سنيين سجن عشان كسروا حظر التجول .. ومين منا فى يوم مكسرش حظر التجول ..
انا مكنتش بنزل غير بعد الساعة 7 ايام الثورة والحظر وكنت بتوقف وامشى .. واللا عشان يعنى عشان لابسة كويس وبتكلم كويس .. وواللا انت مبتعرفش تتشطر اللا على الغلابة ..
انا اعرف واحد وقفت بعد حظر التجول ومكنش معاها كمان بطاقة .. بس راكبة عربية كبيرة وشكلها حلو .. فعدت .
يعنى ايه يا جيشنا تقبض على واحد عنده 11 سنة عشان مشى بعد حظر التجول وكان رايح يجيب عشاء لأهله !
يا جيشنا ياللى كنت عظيم .. متجييش على الامهات .. محدش بيربى غيرهم .. ولا حد بيعلم حب الوطن غيرهم .. ولا حد بيدخل الجيش غيرهم ولا حد ممكن يقسيهم عليك غيرهم برضه ..
وعلى ما قد الضنا غالى .. على قد ما الوطن غالى .. وممكن ما استخسرش ابنى فى وطنى لما احس ان الوطن هو كمان ابنى .. بس انت حولتنا لأعداء ..
اوعى تفتكر وقفة الآلاف الامهات عندك كل سبت دى بالساهل ..
الوقفة دى ممكن تكون للى زى بالساهل .. انا اصلا فى الشارع من يوم ما وعيت ..
لكن دول امهات بسطاء .. كل احلامهم كانت الستر والعيشة اللى تعدى مش حتى الكريمة وحيطة وباب يداروا فيهم ولبس مابينش فقرهم ..
مش مستعديين يدخلوا فى خناقة غير عشان الاكل وانبوبة البوتجاز .. وولادهم يبقوا فى حضنهم وياكلوا ويشربوا ويتعلموا صنعة يعيشوا منها.. مالهمش فى المشاكل والاصطدام مع السلطة مهما قرفتهم وكانت سبب مشاكلهم .. لكن لما تيجى على عيالهم .. ويبقى الظلم بالطريقة دى .. بالاعداد دى .. انت بتغير فيهم من غير ما بتعرف ..
لما تمشورهم وهم معهمش حق الغداء مابين سجونك .. وما بين الوادى الجديد والهايكستب الحربى والشرطة العسكرية ..
اول ليوم لوقفتهم عندك ممكن يفضلوا يهتفوا الجيش والشعب ايد واحدة .. على امل انك اخدت ولادهم غلطة ..
تانى مرة مش حيهتفوا بنفس الحماس ..تالت مرة لما توعد حيصدقوك ويحسوا ان لسه فى امل ..
لكن بعد ما تعدى الاسابيع والايام ويتضح ان وعودك كلام فى الهواء .. حيحصل زى ما حصل فى يوم وتيجى واحدة ست غلبانة  تقف قدام عربية المشير وتقوله مش حتدخل غير لما تكلمنا ولما يطلب من الستات اللى اتجمعوا معاها انهم يفتحوا الطريق لحد ما يعدى وينزل يكلمهم ويقولوا لأ لحد ما ينزل فعلا وياخد بنفسه طلباتهم .. حتى لو متنفذش وعدك ليهم .. فهم اتغيرو ..
لما يقفوا قدام عربية المشير وهم اكبر سلطة احتكوا بيها ومعرفوش يتعدوها هى سلطة المخبر .. يبقى اكيد اتغيروا كتير واتغيروا من ناحيتك اكتر يا جيشنا ياللى كنت عظيم ..
الستات والامهات اللى انت حطيت نفسك فى مواجهة معاهم لما اخدت ولادهم وحبستهم ظلم هم اللى بيدخلوا ولادهم الجيش .. صدقنى الانصح والاكثر واسطة ما بقوش يدخلوهم خلاص ..
ليه مش مصدق ان كل اللى بتضربهم وتعذبهم دول شباب فى سن التجنيد حييجى يوم ويدخلوا جواك ويكرهوك من جوا قد ما كرهتهم فيك من برا ..
ليه مش مصدق ان الامهات هى اللى بتعلمهم ازاى يحبوك وحييجى يوم حيخافوا على ولادهم منك .. لأنهم خلاص عرفوا انك مش منهم .
انا بجد بسأل فى مصلحة مين ان الجندى واللا الضابط يبقى ماشى قدامى بيتمخطر وفارد نفسه بعد فض الاعتصام وفى لبسه سلاحه فى ايده شومة.. ايوه شومة ..  يا سلااااام هى دى الرجولة اللى بيعلموهالكم فى الجيش .. ازاى تتغلب على مجموعة مدنيين عزل اغلبهم ستات واطفال وشباب وشيوخ برضه عزل وتضربوهم وتفتحوا راسهم وتعتقلوا البنات والشباب وتعذبوهم ..هوا ده اللى اتدربتوا عليه ..ليه المفارقة ما بتجييش فى خيالكم ..
هى دى الرجولة والشرف الجندية .. ازاى تضرب الستات .. وتضرب الحوامل فى بطنهم ولما يقولولك "انا حامل" تشتمهم .. ازاى  تضربوا اهالى الشهداء بعد ما واحد كان زيك فى الخدمة رصاصه اخدت ابنه وجيت انت تضربه .. الرجولة انك تعتقل اخو الشهيد "على ماهر" اللى قتلتوه فى 9 ابريل.. واللا انك تشد شعر البنات وتشيل حجابهم وتقطع هدومهم ويتجمع على واحدة  خمس جنود جيش بالشوم ..زى بالضبط قائد المظلات اللى جرى ورا "ابراهيم" هو وفرقته عشان يضربوه .. !!!
بأى حق بتعملوا كده .. بأى حق .. بأى حق .
احنا مش اعدائكم .. ولا جنود فى جيش تانى ولا مرتزقة .. دا احنا مدنيين .. مدنيين .. مدنيين
لا فى ايدينا حتى العصى .. احنا شباب بلدكوا اللى المفروض تحموا حدودهم وكان عندكوا استعداد تموتموا عشان تحموا بيوتهم فى اى حرب ..
بتتبسطوا اوى لما تجرونا قدامكوا .. انتصاراتكوا الوهمية على مدنيين بترفع روحكوا المعنوية .. لو كده فهى بتسحب اكتر من رصيد تاريخى من الماضى والمستقبل .
نفسى اعرف مين اللى لابس الكاكى وواقف فى ميدان التحرير دلوقتى .. محدش يقولى دول عساكر جيش بلدى .. دول لا منا ولا احنا منهم اللى يخلى من قلبه الرحمة على ولاد بلده ..
لا هم منا ولا احنا منهم اللى يدوس ببيادته بكره على دم اخواتى الطاهر اللى سال على الارض دى عشان يحررنا .
لا هم منا ولا احنا منهم اللى يبقى عايز يروى الارض تانى بدم اخواته وولاده ..
ومحدش يرجع يقولى تانى الجيش حاجة والمجلس حاجة تانية ..
اللى ضربنا وفضنا واعتقل اصحابنا وعذبهم كان جيش ..جيش .. بكل معداته وبفرق مظلاته .. بفرق الـ555 والـ 777 بتاعته  وشرطته العسكرية.
مصطلحات غريبة وجديدة دخلتوها فى حياتنا بحكم ما اتعداش سنة .. وكرهتونا قد ما كنا خايفين وكارهيين من الاول فى حكم العسكر .. اول مرة نسمع عن س 28 وس5  واحنا اخرنا كان س18 اللى فى ملف المستقبل عرفنا اماكن كل السجون الحربية ..الهايكستب الحربى وسجن الوادى الجديد والقضاء عسكرى والطرق الاجرائية للنقض بالقضاء العسكرى .. حاجات كتيرة دخلتوها فى حياتنا مكناش نعرفها واتعلمناها غصب عنا واخدوتوا ولادنا واخواتنا فيها وشحططتوا قلب الامهات وراها .
حرام عليكوا قلوب الامهات.
وللكتاب والمؤلفيين اللى صدقتهم فى طفولتى بحكايتهم عن جيشنا العظيم ..
مش انا بس اللى صدقتكوا .. "محمد محسن" كمان زى صدقكم .. ولما اتحرك يوم السبت كان واثق انه مهما حيحصل ان ده جيش بلده ومادام هما سلميين يبقى مفيش ضرر .. معرفش ان كان فى كمين فى العباسية .. معرفش ان تحريض الروينى ضده حيخليه يصاب فى راسه .. معرفش انه حيقعد ساعتين ينزف والشرطة العسكرية قافلة الطريق مش مخلياه يطلع على اقرب مستشفى .. يمكن مصدقش كمان وهوا بيطلع فى الروح ان اللى عمل فيه كده مصريين زيه .