الثلاثاء، 26 يوليو 2011

بسمة الغريب : والدى برئ ومصاب بالقلب ومحكوم عليه عسكريا دون دليل.




بسمة مصطفى محمد الغريب .. فتاة سمراء وجميلة ..نحيفة وزادها الاضراب عن الطعام هزالا ونحافة .. تسكن الآن فى التحرير بخيمة المضربين عن الطعام بسبب القبض على والدها من محل عمله بالزقازيق ومحاكمته عسكرية دون تهمة ودون دليل منذ ثلاثة اشهر وردا على اللواء "عادل مرسى" الذى  قال "احنا مبنحاكمش مدنيين" ..ورغم ادلة البراءة التى تسردها بسمة واقوال المتهمين الموجودة بمحاضر التحقيق إلا ان القاضى العسكرى اصدرعلى والدها حكما بالسجن لمدة عاميين مع 14 شخصا اخر بنفس الجرم .
وتبدأ وقائع تلك الاحداث ليلة  16-3-2011  الساعة 8  عندما دخل على "مصطفى محمد الغريب" بمحل عمله "عندنا محل موبايلات وقطع غيار" عقيد فى الجيش يدعى أحمد الحرانى ومعه شخص أخر وسأل"مصطفى" : انت محمد فكرى البنهاوى! 
فرد عليه "مصطفى الغريب" لأ ..أنا مصطفى محمد الغريب ، خمس دقايق هبعت أجيب البطاقة من البيت ، والبيت جنب المحل
فرد عليه العقيد :لأ اتفضل انت معايا فى التحريات كلها نص ساعه وهترجع تانى.
 منذ تلك الليلة لم تشاهد بسمة والدها وانقطعت عنهم اخباره وظلوا طوال اسبوعين يبحثوا عن والدها..ذهبوا للحاكم العسكرى والشرطة العسكرية بالشرقية وفى كل مرة كان الرد بالنفى وانه لا وجود لوالدها عندهم وان من اخذوه هم "جيش وهمى " ..
بعد اسبوعين من البحث جاءهم اتصال هاتفى سريع من مجند بالهايكستب يخبرهم ان والدهم موجود هناك ويجب عليهم تفويض محامى له لأن محاكمته بعد يومين ..ورغم المفاجأة التى حلت بأسرة بسمة بأتهام أبيها والتحقيق معه ومحاكمته إلأ انهم استطاعوا تدبير محامى يترافع عن والدهم ولم يسمح للمحامى بمعرفة التهمة أو الاطلاع على اوراق القضية إلا داخل جلسة المحكمة!! وبالتالى لم يكن لديه ما يكفيه من الوقت للاطلاع على اوراق القضية وتقديم أدلة البراءة وحكم على "مصطفى محمد الغريب" فى 6 ابريل 2011 بالسجن لعامين بالسجن الحربى والذى نقل بعده الى سجن طرة المشدد .

تفاصيل ما حدث يوم 16 مارس ليلة القبض عليه عرفتها بسمة من والدها بعد الحكم عليه فى زيارة له داخل السجن الحربى وتروى ما قصه عليها وتقول" عندما ذهب والدى مع الضابط  ذهب به دون اى حديث الى س 29 بالزقازيق بعدها رحلوه الى س28 بالقاهرة وعندها عرف القضية المتهم فيها وهى "انتحال صفة ضابط شرطة عسكرية" وان المضبوطين مع والدى متهمين فى نفس القضية وكان منهم "متهم" اعترف على نفسه بأنه وزميل له كانوا ينتحلوا صفة ضباط بالشرطة العسكرية بالزى الخاص بهم ويستوقفوا المارة بالشارع ويفتشوا عن البطاقة واى نقود لديهم قائلين ان المجلس العسكرى اصدر قرارا بأن لا يحمل المواطن ما يزيد عن 50 جنيها حتى لا يتعرض للسطو ويأخذوا منه كل ما يزيد معه من نقود عن 50 جنيها .
وحسب شهادة احد المتهمين "المتهم الاول" فإن النقود المنهوبة كانت تذهب لوالد "بسمة" والذى يقسمها عليهم فيما بعد وهو من يزودهم بالزى العسكرى من المجند فوزى .. "وهذه اول شهادة من متهم ضد مصطفى الغريب".
وعندما سئل المتهم الثانى "المجند فوزى" عن "مصطفى الغريب" انكر معرفته به وانها المرة التى يراه فيها .
وعند سؤال المتهم الثالث "محمود" المقبوض عليه متلبس مع المتهم الاول "احمد" نفس القصية عن قيام "مصطفى الغريب بجمع النقود المسروقة وتوزيعها عليهم" اعترف على نفسه بكل شئ وانكر اشتراك كل من المجند فوزى ومصطفى الغريب بأى من اعمال السلب والنهب وعندما سئل خصوصا عن مصطفى قال انه جاره وبلدياته ولاشئ اكثر من هذا.
وعندما سمع اسماء كل المتهمين بالقضية معه هو واحمد عبد البديع رمضان "المتهم الاول" انكر معرفته بهم جميعا عدا المتهم احمد."
"الشهادات السابقة مأخوذة من محاضر التحقيق الرسمية ومرفق مع الموضع صورة المحضر وأقوال المتهمين"

بعد التحقيقات تم تحويل كل من المتهمين الاول "احمد" و"محمود" للعرض على الكشف الطبى على قواهم العقلية بمستشفى الجلاء العسكرى  واظهر التقرير الطبى للمتهم الاول "احمد" بأنه يعانى من انفصام فى الشخصية ومرض عقلى .. ورغم صدور هذا التقرير الطبى فقد حوكم الـ14 شخصا المحبوسين لدى الشرطة العسكرية وعرضوا على القاضى العسكرى وحصلوا على احكام تتراوح ما بين السنتين وثلاثة سنوات .

قضية "مصطفى الغريب" بها 14 شخصا غيره حكم عليهم ظلما بالقضاء العسكرى لا يعرف احدهم الآخر .. ورغم ان القضية المتهمين بها قضية جنائية "الاستيلاء على اموال ومنقولات من الشعب" فإنها لم تستوفى اركانها حيث لا أموال مضبوطة مع من المفترض بهم انهم متهمين ولا مجنى عليهم .
ومنذ ان صدر الحكم ضد والد بسمة فإنها لم تترك بابا إلا وطرقته  امها ترسل يوميا ما يزيد عن 100 صفحة بالفاكس الى القاهرة فيها اوراق قضية "مصطفى الغريب" وتظلماته..  اما بسمة فقد قدمت تظلمات فى س 28 بيدها وقابلت اللواء عادل مرسى رئيس القضاء العسكرى والعميد طارق شاهين وذهبت الى مكتب الامانة العامة للمشير وقابلت مدير مكتبه "العميد علاء" لكن لامجيب .. دائما الرد واحد "اتركى تظلمك ونحن سنتصل بك" .

مصطفى والد بسمة عمره 48 عاما ومريض بالقلب واجرى مؤخرا جراحتين بالشريان التاجى ولجيه قصور وانسداد فى الشريان التاجى بنسبة 5% وكل ما تفعله مستشفى السجن هو ان ترسل ادوية " دينترا" تحت اللسان .

قبل 8 يوليو الحالى كانت كل ما تسعى له بسمة هو الافراج الصحى عن والدها او صدو قرار عفو عام من المشير ..إلا انه 16 يوليو قررت بسمة ان تبدأ اضرابا مفتوحا عن الطعام حتى صدور قرار بالبراءة والافراج الفورى عن والدها لأنه وحسب ما تملك من ادلة لا شئ ضده.
بسمة بدأت الاضراب ضد كل الكذب والتلفيق الذى يواجهها  به االمسئولون فمنذ ايام قال لها "اللواء عادل مرسى" : نحن لا نحاكم مدنيين !! .. وعندما اعطوهم عند وزارة الدفاع رقم خاص بالمحاكمات العسكرية فوجئت ان هذا الرقم "مرفوع من الخدمة".

 بسمة بدأت اضرابا بالتحرير من اجل والدها مع 99 معتصما اخرين بالميدان وحده و271 بميادين مصر كلها ولن تنهيه إلا مع تحقق كل مطالب المعتصمين.
بسمة ذات العشرون عاما لا تريد بإضرابها أن تؤذى نفسها فهى تملك اما تعمل مكان ابيها بمحله الآن بالزقازيق وتملك اختا وشقيقا اصغر فى انتظارها وانتظار اب محكوم عليه من قبل القضاء العسكرى .. لكن كل ما كانت تريده هى محاكمة عادلة له ومطلب شخصى تحول الى مطلب عام لتحقيق مطالب المعتصميين .
منذ عدة ايام اصيبت "بسمة" بنوبة جفاف نقلت على اثرها الى المستشفى وخرجت منها لتعاود الاضراب من جديد تحافظ على حياتها بالمحاليل الطبية المعلقة والتى تزودها بها اللجنة الطبية للميدان .