الاثنين، 11 فبراير 2013

شريف الحصرى والانتصارات الصغيرة




فى الحالات اللى  بتتحاكم عسكرى وعارفينها ..عادة بنبقى على تواصل مع جميع الاهالى اللى نعرفهم ..كتير منهم بيفضل يتواصل معانا حتى بعد ما قضيته او قضية ولاده تخلص ..اوقات بيحصل ان الاهالى تغير تليفوناتهم ويقطعوا اى صلة لما قرايبهم يخرجوا ..وبيبقى من حقهم ..وبنبقى متفهمين ..تجربة السجن صعبة على الكل اللى جوه السجن واللى بره ..واوقات بتكون على اللى برا اكتر لما بيبقى عايش كل الضغط والقلق وشايفه ومطلوب منه يطمن اللى جوه السجن ..وغير ان تجربة السجن صعبة ..تحربة الظلم اصعب واصعب ..من بين كل دول فى مجموعة بتخرج من المحاكمات العسكرية سواء الحالة نفسها او اهلهم ..ويبقوا فاعلين ضد الظلم اللى اتعرضوله ..بيخرجوا من دور الضحية لدور المقاوم ..ودول مش كتير اوى ..بس مؤثرين ..بقوا وسطينا ونسينا قصتهم وبقينا نفتكر نضالهم معانا وجنبنا ..حالات كتيرة زى كده حوالينا زى بسمة مصطفى ووالدها وسميرة ابراهيم ومحمد عطا وهند نافع وأم أحمد ..
بس انا دلوقتى اخترت اتكلم عن شريف الحصرى ..يمكن لأنه كان من اكتر الناس اللى احتكيت بقصته حتى من قبل ما يخرج ..
شريف الحصرى لسه بيتحاكم عسكرى للحظة كتابة السطور دى .. يعنى لسه ما اصبحش من الناجيين ..بس اختار انه يبقى فاعل ضد الظلم اللى هو شخصيا عانى منه ..
شريف من عائلة متدينة ..مش مهتمة حقيقى بتصنفهم على اى تيار ..بس ملتزميين والدته منتقبة ..وهو ملتحى ..وصوت بنعم للدستور 
كان اول احتكاكى بقضية شريف على الأرض بخناقة عند دار القضاء ..لما نظمنا وقفة بالتنسيق مع اهل شريف ..رحنا الوقفة ..وكانت الوقفة مستقطبة بإمتياز ..نص واقف فيه رجالة بس واصحاب شريف ونص مختلط فيه من كله حتى السلفى والمنتقب ..وبدأت الهتافات ورفع اللافتات وبدأ الشد والجذب والإعتراض على بعض اللافتات المنددة بمرسى والمرشد وحرصا على الوقفة وسعيا "للتوافق" كنا بنحاول نشيل اى حاجة خلافية ..وكل ما نعمل ونحاول نسايس فى حاجة يظهر اعتراض جديد ..
لحد ما اعترضوا على يافطة بتتكلم عن المادة ١٩٨ من الدستور اللى اباحت المحاكمات العسكرية للمدنيين ..واعترضنل وحصلت مشادات بالتوازى مع شد حوالين الهتاف اللى ضد مرسى او الدستور ..او العسكر وفؤجئنا بحد بيقولنا الوقفة من غير هتاف ولو هيبقى فيه فمش عايزين هتافات ضد مرسى أو الدستور أو ضد المؤسسة العسكرية .!!!! 
بغض النظر عن ردنا كان إيه ..اللى كان عامل الخناقة واحد بيعرف نفسه انه من اصحاب شريف وانه هو اللى كان معاه وهو اللى داعى للوقفة وانه مرضاش يدعو الإخوان مراعاة لمشاعرنا !!
حصلت خناقات ومشادات فى الوقفة وبقت هتافات تحاول تطغى على هتافات تانية ..وقتها ادخل عمر اخو شريف عشان يفك سوء التفاهم ويعتذر لنا عن جليطة الولد ده ..
المهم الوقفة اتفضت ووقفنا مع عمر ووالدته بنتكلم فى القضية وكان عمر بيسأل عن جدوى الوقفات ويا ترى مش هيضيقوا أخوه ..
بعدها وكان تاريخ الجلسة ٢ فبراير شريف اخد إخلاء سبيل ..لحد هنا واتطمنا ان قضية شريف بقت نوعا ما فى الامان وبدأ التركيز مع قضية القرصاية وتم تحديد وقفة للاهالى قدام القضاء العالى ..
واثناء الوقفة فوجئنا بحضور عمر شقيق شريف وشريف الحصرى اللى كان لسه خارج من يوم ..وواقف وسط اهالى القرصاية ..و بيهتف ضد ظلم المحاكمات العسكرية وضد الدستور الظالم وضد مرسى ..
اتبسطت ..واتفاجئت ..اتبسطت لأنه مكنش سلبى ..واتفاجئت لأنى توقعت ان معارضته لمرسى ودستوره تكون جزئية يعنى المواد اللى عانى من ظلمها بعد ما عرف معناها ..
خصوصا ان احد حجج اصدقائه وقت الوقفة انه اتقبض عليه قبل الدستور 
شريف اللى كان لسه خارج طازة وقف مع اهالى القرصاية فى وقفتهم بدار القضاء ..
وراحلهم القرصاية يتضامن معاهم ..وهتف ضد مرسى ودستوره والعسكر والداخلية ..
واتحولت الصفحة اللى اتعملت بأسمه وقت وجوده فى السجن لصفحة داعمة لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين 
شريف بعدها نزل  فى محمد محمود واتصاب عند الاتحادية 
وراح زار وتضامن مع يوسف ندا اللى اتعرض لنفس الظلم فى الاسماعيلية من المحاكمات العسكرية بعد خروجه 
ورغم ان النهاردة كان يوم الحكم فى قضيته واخد سنة مع إيقاف التنفيذ ..فبعدها مباشرة كان مستنى معانا بره نيابة مصر الجديدة وقت عرض ١٩ واحد فى النيابة ..
شريف فى اقل من شهر عوض نضال فايته من ٣ سنين ..شريف شال جيكا على كتفه فى يوم من الأيام فى محمد محمود ..
شريف الحصرى واحد من الجدعان اللى رفض انه يختصر دوره فى شكل الضحية وبقى مناضل ضد الظلم اللى عانى منه 
فى ناس لما بتتعرض للظلم ..بتختار انها تنسحق تحته ..وفى ناس بتختار انها تقاوم ضده ..وفى ناس بتتملى مرار على المجتمع ومنه فبتمارس الظلم اللى اتمارس عليها على الاضعف ..او تختار انها تفضل مكانها وتنسحب تدريجيا من الحياة 
تجربة السجن صعبة ناس بتعرف بعدها تكمل لوحدها وناس مبتعرفش وناس محتاجة حد يساعدها ويديها زقة ..
صحيح الامر كله اختيار ..لكنها خيارات مش سهلة على الاطلاق ..
اصعبها انك تقرر تخرج بره نفسك وتبدأ تتعرف بمعاناتك على معاناة الآخرين ..بطريقة صح 
واحنا لازلنا بنفتقد لآلية منظمة على مستوى الحركات تعرف تتعامل مع كل اللى بيقضوا فترات طويلة او قصيرة فى السجن .. 
عشان كده بيبقى شئ مفرح وسعيد انى اشوف النماذج اللى بتقرر تبدأ نضالها من نقطة ظلم 
كفارة يا شريف