الاثنين، 26 أكتوبر 2009

هذا الموضوع خاص بتدريب للمركز الدولى للصحفيين.

احمد محمد عبد النعيم ورحلة العذاب فى أقسام الشرطة.

لو كان أسمك الرباعى أحمد محمد عبد النعيم محمد .. فأرجوك لا تغادر منزلك.. أو تحاول الخروج للسياحة .. أو تجرب السفر للخارج خاصة إذا كنت تسكن بالمنيل ايضا .. فهو مسجل على أجهزة كمبيوتر الشرطة بأسم احمد محمد عبد النعيم وليس عبد المنعم محمد وهارب من حكم بالسجن ثلاث سنوات فى قضية شيكات بدون رصيد رغم أنه استئنف وتصالح وسدد وتنازل البنك عن القضية منذ ثلاث سنوات ليموت بعدها صاحب القضية إلا أن كمبيوتر الشرطة لا يعترف لا بالوفاة ولا بالتصالح والتنازل فلا يسقط اسمه من قوائمه لتظل القضية مرفوعة والمتهم مدان حتى بعد التنازل والوفاة بالإضافة إلى انه ليس اسم المتهم السابق الحقيقى ..

احمد محمد عبد النعيم محمد .. شاب لم يدرك كل هذا .. فخرج .. وسافر واستمتع بالسياحة فى بلده وألقى القبض عليه .

القبض على احمد فى طابا.

أحمد كان بطابا فى منطقة تدعى بن سوير عندما مر عليهم مندوب الشرطة لأخذ بيانات المصريين الموجدين بالمنطقة أعطاه احمد اسمه ورقم بطاقته .. ليحضر إليه مخبر قسم طابا ليقتاده إلى القسم.

وهناك قضى احمد نصف اليوم دون أن يعرف ما تهمته أو سبب حضوره .. إلى أن سأله الضابط هل اسمك احمد محمد عبد النعيم .. فرد بنعم ..فسأله هل تسكن ب34 شارع عبد العزيز آل سعود .. فرد بأنه يسكن فى 117 شارع المنيل حسب ما تقول البطاقة .. ليصدمه الضابط بعد ذلك بقوله أنت محكوم عليك بثلاث سنوات سجن فى جنحة .

أحمد يقول : الأول قالوا لى أنت اتخنقت مع حد وبعدين رفع عليك قضية رغم إن الخناقات مش جنحة وعلى آخر النهار قالوا لى إنها قضية شيكات .. ويضيف أحمد الضابط الموجود بالقسم كان متأكد من أننى لست الشخص المطلوب إلا أن بيانات الرجل الأخرى لم تكن مستوفاة على الكمبيوتر فلا اسم الأم ولا رقم بطاقته ولا تاريخ ميلاد فقط اسم الرجل الخطأ ايضا وعنوانه .

رحلة العذاب فى سيارة الترحيلات من طابا الى القاهرة.

وفى قسم طابا قالوا لأحمد أن عليهم ترحيله رغم أنه غير مدان إلى قسم مصر القديمة ليعرض على النيابة .

وفى فجر الأثنين 3 اكتوبر تم ترحيل احمد على قسم طور سيناء مع مندوب شرطة ووصلوا الى القسم الساعة11 وكان هذا اول يوم رمضان ليقضى أحمد ليلته بحجز طور سيناء وليكمل يومه الثانى دون أكل أو نوم أو حتى تهمة حقيقية ومعروفة وفى فجر الاربعاء تم ترحيل احمد بعربة الترحيلات الذاهبة الى القاهرة .
ووصلت عربة الترحيلات الى قسم الخليفة فى الحادية عشرة صباحا ليتم ترحيله من حجز الخليفة الساعة 9 مساءا الى مديرية الامن حيث ستتسلمه عربة ترحيلات مصر القديمة .

فى النيابة وقضية الشيك المدفوع.

وبمديرية الأمن انتظر حتى الواحدة صباحا إلا أن عربة ترحيلات مصر القديمة لم تأت ليعود بعدها إلى قسم الخليفة وفى الثالثة صباحا لتتسلمه من حجز الخليفة الى حجز مصر القديمة .. ليعرض على النيابة يوم السبت ليكتشف أحمد أن الشخص المأخوذ بدلا منه يحمل اسما اخر غير اسمه إلا أنه مسجل خطأ على كمبيوتر الشرطة ولتظهر مفاجأة أخرى وهى ان احمد محمد عبد المنعم والمسجل خطأ احمد محمد عبد النعيم قد استأنف قضيته مع البنك وسدد المبلغ وهو 550 الف جنيه وتصالح وتنازل البنك عن القضية ومات .. إلا أنه لايزال حيا يرزق على ورق الشرطة ولا تزال قضيته قيد المداولة ..

رشاوى ومخدرات بقسم الخليفة ومصر القديمة.

يقول احمد : طول الطريق لازم ادفع اللى فى جيبى وكان معايا فى طابا 250 جنيه والشئ بالشئ يذكر فأنا لم أدفع مليم فى قسم طابا فهناك الجميع كان متعاطف معى .. لكن أول ما وصلت الطور ابتدت الفلوس تطلع وبدون اى سبب ودون مقابل او أداء اى خدمة .. كل اللى بيعمله ان امين الشرطة يقول " شوف نفسك يا ..يا.." وفور ركوبنا عربة الترحيلات الى القاهرة طلبوا منا نلم فلوس من بعض حتى يعاملنا العساكر معاملة جيدة وميغلسوش علينا وفى حجز قسم الطور أول ما دخلته لم أكن أعرف أن به عرفا متفق عليه سلفا وهو فكرة الكوماندة وهو اقدم واحد بالحجز ومسئول عن حركة البيع والشراء به اللى عاوز اكل ..شاى ..سجاير ..مخدرات ..كله موجود.. هو يأخذ الفلوس ويرسل العسكرى ويقسم نسبة للسمسرة بينه وبين العسكرى .

تانى حاجة لازم كل مجموعة قاعدة على فرشة تجمع من بعضها 10 او 15 جنيه لدفعها للكوماندة. . ولحجز الخليفة قصة أخرى مع احمد فيقول : هو حجز كبير فيه حوالى 200 فرد فيه كل حاجة الناس بالداخل واحد قاعد جوه بيقول " حد عاوز برشام .. حد عايز بودرة" والمحجوزين معاهم اسلحة بيضاء وتليفونات محمولة .. الطريف فى الموضوع إن حجز الخليفة مراقب بكاميرا فيديو تنقل صورة فقط معلقة فى سقف الحجز تنقل كل ما يحدث بالحجز .. أى أن كل شئ تحت السيطرة"..!

وفى قسم الخليفة وأحنا كلنا خارجين على عربة الترحيلات متوجهين لمديرية الأمن نادى العساكر على من له أمانات موبيل أو فلوس فرفعت يدى لأن كان لى الموبايل والفلوس واحنا طالعين كان العسكرى بالورق يوقف كل واحد ويقول له انت جاى هنا بتهمة كذا وكذا .. تحب القضية أسجلها على الكمبيوتر وتبقى سابقة ..
ويدفع وعندما حان دورى قلت له انا اصلا مش متهم ده تشابه اسماء فقال لى أنا ممكن اسجلها بإسمك وبياناتك الحقيقية فكان يجب ان ادفع.

وعندما وصلت قسم مصر القديمة نزلت الحجز وهو ابشع مكان ممكن حد يقعد فيه فتشونى فى الحجز وخدوا منى كل حاجة عشان بس يسمحوا لى بالجلوس وكان هناك من يبيع البرشام والمخدرات والبانجو والبودرة الغريب إن مكان الحجز تحت مكتب مأمور القسم مباشرة .. يعنى فوق ضباط وتحت بيطحنوا البرشام ..

رفع دعوى تعويض مدنى.

بحسبة بسيطة اكتشف احمد أن مجموع ما دفعه احمد واهله خلال رحلته بين أقسام بوليس وحجوزات مصر يتجاوز الـ700 جنيه وهو برئ ..وأحمد لا ينوى التؤاطؤ فى جريمة اهانة كرامته بالسكوت بل سيلجأ إلى رفع قضية تعويض مادى عن كل ما لحق به فى رحلته تلك.. رغم علمه أن كل ما حدث كان خيانة لأوطاننا بداخلنا فحيث تكون الحرية يكون الوطن .. وهو يعلم أن لا شئ يساوى لحظة أن ترى وطنا يخونك .


روابط خاصة بالموضوع

التعذيب فى مصر

تعذيب فى قسم شرطة بورسعيد

التعذيب فى مصر فى قسم الخليفة

مدونة الوعى المصرى

وزارة الداخلية المصرية

مركز هشام مبارك للقانون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق