الفصل العاشر
أسس ثبات الديمقراطية
·
يعتبر تفكيك نظام الحكم الديكتاتورى سببا
لأحتفال عظيم حيث أنه يوفر معنى للمرح والاسترخاء وللعرفان للناس الذين عانوا لمدة
طويلة ودفعوا ثمنا باهظا أثناء النضال، إنهم سيشعرون بالفخر بأنفسهم وبكل من ناضل
منهم من أجل نيل الحرية السياسية، ليس كل من ناضل سيعيش ليرى ذلك اليوم، لكن الناس
سيذكرون من عاش ومن مات كابطال ساعدوا على إعادة كتابة تاريخ الحرية فى بلادهم.لكن
لسوء الحظ هذا لايعنى أنه قد حان الوقت لتقليل الحذر فحتى بعد النجاح فى تفكيك
الحكم الديكتاتورى لابد من اتخاذ إجراءات وقائية حذرة لمنع ظهور نظام القمع القديم
بالآتى:
1-
الاستعداد المسبق للتحول المنظم للديمقراطية
.
2-
بناء الاسس الدستورية والقانونية ومعايير
السلوك لديمقراطية قوية.
·
لايجب أن يعتقد أحد أن مجتمعا مثاليا سيظهر
فور سقوط النظام فسقوطه بمثابة نقطة البدء تحت ظروف حرية افضل لبذل جهود طويلة
الأمد لتطوير المجتمع وتلبية حاجاته الانسانية بشكل أفضل.
·
ستستمر المشاكل الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية الخطيرة لسنوات طويلة.
·
على النظام السياسى الجديد أن يوفر فرصا أمام
الناس ولكى يكملوا العمل البناء والتطوير
السياسى.
خطر نشوء ديكتاتورية جديدة
·
التاريخ يحذر على إنقلاب الحذر الحكم
الاستبدادى إلى استبدادى آخر مثل آية الله فى إيران ومجلس الدولة العسكرى لاستعادة
القانون والنظام فى بورما حيث يرى بعض الافراد والجماعات فى سقوط النظام القمعى
فرصة ليصبحوا هم الاسياد الجدد.
·
قد تختلف دوافع هؤلاء الافراد والجماعات لكن
فالبا ما تكون النتائج متشابهة بحيث يصبح نظام الحكم الديكتاتورى الجديد أشد بطشا
وتحكما من النظام الديكتاتورى القديم.
·
يحاول بعض أعضاء النظام الحكم القديم حتى قبل
إنهيار نظام الحكم قطع الطريق أمام نضال التحدى الديمقراطى من خلال شن إنقلاب
عسكرى للاستيلاء على نصر حققته المقاومة الشعبية مدعيين أنهم يطردون الحكم
الديكتاتورى لكنهم فى الواقع يسعون لفرض نموذج مطور عن النموذج القديم.
منع الإنقلابات
·
المعرفة مقدما بهذه القدرة الدفاعية كافية
لردع القيام بأى محاولة إنقلاب حيث أن التطهير يولد الوقاية.
·
إنكار الشرعية التى يسعى منفذو الانقلابات
الحصول عليها كغطاء شرعى لهم .
·
مقاومة منفذى الانقلابات من خلال اللاتعاون
والتحدى أى استخدام نفس اساليب النضال التى استخدمت ضد النظام الديكتاتورى القديم
ضد التهديدات الجديدة لكن مع التنفيذ المباشر.
·
إذا منعت الشرعية والتعاون عن الانقلاب نجد
أنه يموت من الجوع السياسى ونستعيد فرصة بناء مجتمع ديمقراطى.
كتابة الدستور
·
عند كتابة الدستور يجب مراعاة وضع الآتى :
1-
وضع أهداف الحكومة ومحددات سيطرتها وأساليب
وأوقات الانتخابات وعلاقة الحكومة الوطنية بمستويات الحكومة الأدنى الأخرى.
2-
فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية
والقضائية عن بعضها البعض بشكل واضح لتبقى الحكومة المركزية ديمقراطية.
3-
تقييد أعمال الشرطة والمخابرات والجيش بشكل
قوى يمنع أى تدخل قانونى سياسى.
4-
يفضل أن ينص الدستور على إنشاء نظام فيدرالى
مع وجود إمتيازات هامة تمنح للمستويات الإقليمية للمحافظة على الديمقراطية ومنع
ظهور توجهات ديكتاتورية.
5-
يفضل مشاركة الجماهير عند عمل الدستور وعند
تصديق أو تعديل أى نص من الدستور تصبح موافقة الجماهير ضرورية.
6-
عند وجود دستور يتمتع بهذه الخصائص فى حقبة
سابقة من تاريخ البلد المحرر حديثا من الحكمة إعادة استخدامه من جديد مع إجراء التعديلات
الضرورية.
7-
فى حالة عدم وجود دستور مسبق يفضل عدم دستور
مؤقت لحين الانتهاء من إعداد الدستور الدائم.
8-
يجب غتخاذ الحيطة بعد وضع وعود فى الدستور
يستحيل تنفيذها أو وضع أحكام يتطلب تنفيذها وجود حكومة عالية المركزية لأنه يسهل
طريق أمام نشوء نظام حكم ديكتاتورى.
9-
يجب أن تكون لغة الدستور سهلة الفهم من
غالبية الشعب.
سياسة دفاع
ديمقراطى
·
يجب وضع قدرات المقاومة مباشرة فى إيادى
الشعب لتصبح الدول حديثة التحرر قادرة على تجنب الحاجة إلى بناء قدرات عسكرية
كبيرة تهدد الديمقراطية أو تتطلب تسخير مصادر إقتصادية عظيمة تلزم فى تحقيق أهداف
أخرى.
مسئولية مستحقة
·
إن إحدى أهم النتائج المفيدة على المدى
البعيد للنضال اللاعنيف لبناء حكومة ديمقراطية تتمثل فى أن المجتمع يصبح أكثر قدرة
على معالجة المشاكل الحالية والمستقبلية التى قد تشمل فساد الحكومة أو ممارستها
القمع ضد مجموعات معينة أو عدم وجود عدالة إقتصادية ووضع قيود على المساواة
الديمقراطية فى النظام السياسى وتصبح الشعوب لديها خبرة فى ممارسة التحدى السياسى
اقل عرضة لأنظمة الحكم الديكتاتورية.
·
معرفة استخدام النضال اللاعنيف توفر بعد
التحرر طرقا للدفاع عن الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الاقليات وإمتيازات
الحكومات المحلية والإقليمية والمؤسسات الأهلية دون اللجوء إلى الارهاب وحرب
العصابات التى قد تمارسها بعض مجموعات المعارضة.
هناك ثلاثة استنتاجات للأفكار المطروحة فى هذا العمل وهى :
·
أن التحرر من أنظمة الحكم الديكتاتورية هو
أمر ممكن.
·
يتطلب الحصول على هذا التحرر العناية التامة
فى التفكير والتخطيط.
·
الحذر والعمل الدؤوب والنضال المنضبط الذى
يكون أحيانا باهظ الثمن، هى أمور مطلوبة.
إن القول الشائع "لاتأتى الحرية مجانا"
هو قول صحيح حيث أنه لا يوجد قوة خارجية تمنح الشعوب المضطهدة الحرية التى تطمح
إليها، وعلى الناس أن يتعلموا كيف يحصلون على تلك الحرية بأنفسهم وهذا لن يكون
سهلا، إن فهم الناس لما هو مطلوب منهم لنيل الحرية يمكنهم من وضع خطط عمل تقودهم
إلى نيل الحرية بالرغم من العناء الطويل ومن ثم يمكنهم من خلال المثابرة من بناء
نظام ديمقراطى جديد ومن تجهيز أنفسهم من أجل الدفاع عن هذا النظام. إن الحرية
التى تأتى من خلال هذا النوع من النضال ستبقى ويكون الحفاظ عليها من خلال التلاحم
الجماهيرى لحمايتها وتدعيمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق